وجيه القرشي«الذكريات نواقيــــس تدق لنا فوثقوها لســــاعة النسيان» ،، ما أجملها من ساعة .. وما أروعه من يوم .. وما أحلاه من لقاء.. وما أسعد تلك اللحظة التي أتى بها القدر إلينا ولن نقول أتينا نحن إليها، كوننا دائماً وباستمرار حاضرون في هذه الساحة ولكن بشكل فردي متفرقين ليس لنا كيان يربطنا بظرف المكان وإن كنا حتى من محافظة واحدة فقط وليس من وطن بأكمله ومحافظات عدة بعد أن صرنا نحن معشر الإعلاميين الرياضيين أشبه باليتامى ليس لنا اتحاد إعلامي رياضي يضمنا في كنف واحد وليس في «كفن واحد» منذ أن سحبت الثقة من اتحادنا في السنوات الماضية ومن قبل وزارة الشباب والرياضة في حكومة سابقة أيضاً حيث صرنا نعمل ونتحدث كل بلسانه الخاص وكل منا يتابع ويقرأ خواطر زملائه وما خطته أقلامهم لكن لا يعرف الكثيرون منا زملاءهم الذين يحاورونهم يومياً أو أسبوعياً في الصفحات والصحف الرياضية حيث نجد أنفسنا متجاورين في الصفحة كأسماء وأعمدة لكننا لا نتعارف كأشخاص وجهاً لوجه ليأتي أخيراً نادي الصقر الرياضي الثقافي بتعز ليقول لنا: لست وحدي بأعضائي وجمهوري من يفرح بثنائية الإنجاز البطولي الذي حققه فريق القدم ، ولكنني أجد الواقع العام يقول: إنكم أنتم أيها الأعلاميون الرياضيون من حملة الأقلام الرياضية ومعدي ومقدمي ومصوري البرامج الرياضية في الفضائيات المحلية وعشاق ومحترفي التصوير الفوتغرافي وأصحاب المواقع الالكترونية كلكم شركاء بهذا الإنجاز الصقراوي من خلال عملكم الصادق بالكلمة واللقطة المعبرة ، ولهذا يجب أن تكونوا أول الحاضرين إلى ساحة الفرح.. وبدورنا نقول: علينا أن نقف وقفة إجلال واحترام لمن كان سبباً لفتح ساحة التعارف الإعلامي الذي جعل من يوم التاسع والعشرين من يوليو 2010م يوماً مفتوحاً التقى فيه «العاصمي .. من عاصمة اليمن صنعاء والعاصمة الاقتصادية عدن .. والحضرمي .. والأبيني .. والتهامي .. ومن اللواء الأخضر وبعض المحافظات الأخرى وكلهم يمثلون الإعلام الرياضي على ساحة نادي الصقر بالحالمة تعز وقد جُمع شملنا وتصافحت الأكف وصار العناق الأخوي على أشده وكل يُعرّف زميله بنفسه لتزداد ثورة العــــناق حماساً كلما تعرف الزميل عن زميل آخر يكن له كل الاحترام والتقدير من خلال متابعاته فقـــط لكتاباته المتزنة والمنصفة والبعيدة عن المؤثرات الموجعة بينما لم يسبق له التعرف به عن قرب ليكون هذا اليوم هو يوم الفرح الإعلامي واللقية الإعـــلامية قبل أن يكون فــــرح الإنجاز الصقراوي لهذا النادي الذي جـــعل الجميع يكتب اسمه بحروف من ذهب.. كيف لا وهو أول نادٍ يمني يتبنى لم شمل الأسرة الإعلامية الرياضية التي تفككت عرى كيانها الاتحادي ليأتي نادي الصقر ويقول : أهلاً بكم في داركم فأنتم اليوم قد اجتمعتم تحت سقف واحد لتعّرفوا بأنفسكم لأنفسكم ومن له كلمة شكر ربما كان يشعر أنها دين عليه لزميل آخر لم يسبق له معرفته وجهاً لوجه فليسلمه دينه من المودة والإخاء والاحترام ويختم على جبينه بالقبلات الصادقة وهذا ما حــــدث بالفعل .. بينما كلمات العتاب كلها ذابت وسط شغف ولوعة الشوق وحرارة اللقاء الأخوي لتبرز أمامنا فعلاً الذكريات الحسنة التي قربت الزميل لزميله أكثر فأكثر.. وكيف كان اللقاء؟ شخصياً لا أخفيكم سراً لو قلت: إن هذا اللقاء ارتسمت ذكرياته في رأسي وسوف تظل هكذا عزيزة على قلبي وإن كانت تأتي بالترتيب خلف ذكرياتي السابقة لزيارتي للأماكن المقدسة عندما أدينا مناسك العُمرة قبل ست سنوات تقريباً ، وقد يكون لتقوقعي ومكوثي وسط المدينة الحالمة أيضاً دور لمحبتي وعشقي بتوثيق مثل هذه الذاكرة في رأسي وذكرياتي فأنا بالفعل كنت أشعر بل شعرت بأن هذا اللقاء ســـــوف يظل عندي شـــيئاً كبيراً من الإنجاز وأنا أصـــــافح وأعانق زملاء أعزهم وأكن لهم كل الحـــب والاحترام والتقدير ولم يسبق لي الالتقاء بهم .. نعم لقد ارتسم يوم الخميس وذكرياته الطيبة في رأسي وأنا أتذكر اللحظة التي جعلتني أقف معانقاً قامة إعلامية سامقة وقفت أمام ميكرفون التعليق الإذاعي والتلفزيوني سنوات طويلة ولم يسبق لي التعرف بهما إنهما المخضرمان علي حمود العصري ومحمد سعيد سالم وإن كان الأخير أيضاً يغذي بقلمه الكثير من الصحف الرياضية فيما قطعت علي زحمة اللقاء والتحاور التعرف بالمخضرم الثالث محمد البرعي .. إلا أن الحظ ساعدني بالتعرف على دمث الأخلاق العالية المصور المحترف الزميل عبدالعزيز عمر الذي كان متحركاًً كالنحلة بعدسته المميزة .. فيما كان التفاؤل والابتسامة هما عنوان تحاوري مع الكابتن الزميل منير زين.. ولم أخف خجلي وأنا أقف أمام تواضع واحترام صاحب سرد الكلمة الرياضية المغلفة بلباس النهج الأدبي الزميل محمد العولقي فيما كان الزملاء: العزي العصامي .. وخالد الصعفاني .. وعبدالجبار المعلمي .. وفرحان المنتصر .. ومنصور الدبعي .. ويحيى الضاوي .. ونبيل مفلح .. ويحيى المريسي .. كانوا عنواناً آخر لفرحة اللقاء ، كما كان لصراحة الشاب النشط والقلم التوثيقي الزميل مختار البعداني وقع خاص في قلبي وهو يقول: على نهجكم سائرون .. وليعذرني الزملاء الذين التقيتهم أول مرة ولم تسعفن الذاكرة لتذكر أسمائهم ، وكما قلت سابقاً بعيداً عن تحديد أسماء الزملاء الذين عرفتهم قبل هذا اليوم وإن كان لكل زميل دوره الخاص وأسلوبه المميز في أكمال تلك الفرحة التي كانت إعلامية قبل أن تكون صقراوية .. ومن حقنا أن نهنئ أنفسنا بهذه الذكرى التي نتمنى عودتها دائماً من أي طريق كان .. فلو قلنا نتمنى أن يكون الصقر هو النادي المتخصـــص بالبطولات لنحظى بالالتقاء السنوي فقد يقال عنا «انحيازيين» بينما نحن نبحث عمن يجمع تفرقنا .. اللهم بفضلك وكرمك لم شمل هذا الوطن عامة ووحد كلمتنا ولم شملنا كإعلام رياضي خاصة .. آمين .. آمين .. آمين..