وجيه القرشي «كنا وإياكم نزور مقابر فمتم وزرناكم وغداً نزار» عفواً.. لاتقولوا نسيناكم.. ولاتظنوا أن احفادكم ومن تركتموهم خلفكم سوف يطالهم النسيان.. أو تتقاذفهم أيادينا يمنة ويسرة في لحظة فرحنا.. معذرة أيها الراحلون.. لاتشعرون ولاتظنون.. أن من تركتموهم خلفكم يتامى منهم الطفل ومنهم الشاب.. مثل هؤلاء لاتظن أيها الراحل الصقراوي إذا سمعت طفلك وهو يقف عند رأسك على شفير القبر وهو رافعاً يديه إلى السماء يدعو لك بالرحمة والغفران ويساقط على تراب قبرك الطاهر دموع الحزن ودموع اليتم والفراق.. لاتظنن أن هناك من أتى بعدك اليوم إلى ساحة الفرح الصقراوي، إنه قد يتطاول على فلذة كبدك أو يزيحه عن ساحة الفرح استخفافاً بطفولته، أو كونه يتيماً ليس له من يعرف به أن أباه هو من كان يبكي بالأمس دماً وليس دموعاً إذا ماانتكست الراية الصقراوية أو هوت به رياح الهزيمة..لاتعتقد عزيزنا الراحل من بيننا أن طفلك أو حفيدك الذي يأتي إلى ظهر قبرك كل يوم أو عند زيارته الأسبوعية من كل جمعة ليقف على قبرك باكياً بدموع الصمت ونهدات المفارق لاتعتقد أنه يبكي من شكوة، ربما لأن هناك من منعه من الوصول إلى أمام صانع الفرح الصقراوي ومنعش الصقر من سباته.. الداعم الوحيد ورئيس مجلس إدارته شوقي أحمد هائل حتى لايصل اليه ليحمل له قبلة الانتماء الحقيقي ليطبعها على جبينه الحنون ويقول له: هذه وصية أبي كتبها قبل رحيله. ومحتفظا بها بين جنباتي بأن احملها لك مشاركة مني ووصية انتماء محملة بالأمانة من والدي المشجع الصقراوي الذي رحل وهو يحلم بأن يشاهد الصقر في يوم عرسه يعتلي منصة التتويج.. وهاهي اليوم وصيتك تسلم يداً بيد إلى صانع المجد الأصفر معنونة بالتهنئة وبالصفحة الخاصة التي تحمل تهاني وأماني من سكان القبور الذين رحلوا إلى بارئهم بعد أن دفعوا ثمن تهانيهم وانتمائهم مسبقاً، متاعب ومواجع التشجيع وسالت قطرات عرقهم في كل مدرج وملعب وهم يهتفون باسم الصقر.. بل منهم من دفع دمه ضريبة لحب هذا النادي وهوا يتنقل خلفه من محافظة إلى أخرى ليشهد على الطبيعة فرحته عند الفوز أو يشاركه الحزن عند الهزيمة.. فها هو اليوم ناديكم الذي كان مدللاً في قلوبكم يعتلي منصات التتويج ومن هناك ومن على منصات الفرح يرفع لاعبوه أيديهم إلى السماء قبل أن يرفعوا بها درع وكأس البطولتين ليدعو لكم بالرحمة والمغفرة ويتمنوا لكم الفرحة الكبرى ولكننا بنفس الوقت لم ننس أن نقدم لكم دعوة حضور لتشاركونا الفرح ولو بأسمائكم التي كانت تنقش اسم الصقر داخل سويداء القلوب في زمن الجدب..نعم.. لم ننس أن تكون أسماؤكم حاضرة بيننا لنذكر معاً تلك الأيام العجاف ونعرّف محبي الصقر الذي نشأوا بعد رحيلكم أنكم أنتم من وضعتم لهذا النادي لبناته الأساسية الأولى فمرحباً وأهلاً بأبناء هذا النادي العريق ممن هم اليوم قد صاروا من سكان المقابر، فمرحباً بكم فراداً وجماعات.. فلترفعوا الأكف من على جثامينكم الطاهرة ولتشاركوا أفراح ناديكم.. فيا أيها المحب الولهان بهذا الصرح، يامن كانت الأزمات والجلطات تنتابك وتزورك بين كل فينة وأخرى وأنت تركض بجسمك المنهك لكي تقدم خدماتك العظيمة لناديك العظيم دون أن تستلم لجور المرض لتلحقك البشرى والتهنئة بالفوز إلى ظهر سرير الرقود بالمستشفى..أستاذنا ووالدنا العزيز حسن ضيف اللّه.. ليتك تفتح عينيك الرحيمتين وتذرف منهما دموع الحزن على فراقنا وإن كان ذلك في ساعة الفرح فقد نستغل هذه المناسبة ونعطر المشاركين بالمسك الفواح الذي ينبعث من تلك الدمعات التي تساقطت على جبينك الطاهر.. ليتك تعود ولو للحظة واحدة لتشارك الصقور أفراحهم، فكلهم مشتاقون لك ولرؤيتك ليضعوا عقود الفل كلها التي علقت على أعناقهم ليعيدوها كاملة إلى عنقك كونك كنت تمثل للجيمع الأب الروحي قبل أن تكون أميناً عاماً لهذا النادي لحضة وفاتك.. أستاذنا القدير «حسن ضيف الله» ..مازال الكثير يتذكر تحركاتك وتنقلك المستمر وأنت تحمل بين يديك ذلك الكيس الدعائي الذي يضم في داخله الكثير من الأوليات والمعاملات الخاصة بالنادي وأعضائه اللاعبين بما فيه الختم الخاص بالنادي كونك كنت تحمل هموم اللاعبين والأعضاء حتى في وقت منامك وإن كان حمل الكيس ذلك قبل أن يصل النادي الى مرحلة النموذجية والتوثيق الآلي، الا أن الكيس ظل يلازم تحركاتك للأعمال السريعة حتى عندما كان المرض يسري في وريدك ولم تستسلم له لتستعيض بالعصاء حتى قال القدر كلمته الأخيرة.. أيها المربي الجليل /حسن ضيف الله.. مايزال تأوهك الموجع يرن في مسامعي بعد أن أجبرك قلبك المتضخم بالألم بالابتعاد. فما زلت أتذكر قولك لي: «كم انا مشتاق لمشاهدة الفريق على الطبيعة وهو يواصل انتصاراته، إلا أن خفقات القلب لم تتحمل بعد تشنجات90دقيقة».. وأنت أيها العزيز «السائق» محمد حمادة.. الرجل الذي أفنيت الكثير من عمرك في خدمة هذا النادي سائقا له محبا لشعاره في زمن لم يكن للسائق حينها أي راتب عملي مقابل تنقلاته مع الفرق الرياضية من محافظة إلى اخرى وربما فقط جزء من المكافأة التي يتحصل عليها اللاعب عند الفوز.. فلماذا أيها العزيز رحلت عنا قبل أن يؤكد فريقك الأصفر الإعلان النهائي لحيازته الدرع وكأس الوحدة بأيام قلائل فقط!! لقد تركته وهو بحاجة فقط لنقطة واحدة كي يؤكد أحقيته بالبطولة لتودعنا بصمت دوت أن تعلن رحيلك النهائي.. فلماذا لم تنتظر بضعة أيام قليلة لتشارك فريقك الفرح وهو الذي كان يبكيك كثيراً ويجعلك تضع ناصية وجهك على مقود حافلة لنادي منكساً رأسك عن الجميع كي تخفي دموع الحزن عند الهزيمة؟؟لماذا لم نجدك أمامنا على بوابة مطار تعز مع حشد الجماهير المستقبلين، بل وجدنا الرد الحزين.. أنك ودعت هذه الدنيا قبل الجولات الثلاث الأخيرة تقريباً؟؟ أما أنت أيها المسافر من سنوات إلى هناك أيها الراحل الصديق علي صالح عطيان والمشهور «عطيّان».. يامن كنت تشجع هذا النادي وأنت واقفاً على قدميك تجوب بجانب سور الملعب طولاً وعرضاً وانت المشجع الوحيد الذي كنت تمتلك حصانة الوقوف على سور الملعب دون أن يتعرضك أي من رجال الأمن كما يعملون مع بقية المشجعين الذين يمنعونهم من الوقوف على السور الذي كنت أنت وحدك الذي يحق له الوقوف عليه فقط.. فلماذا إذا كان عطيان المشجع الوحيد الذي يمتلك حق الوقوف هناك؟؟ نعم هكذا يقول الجميع، لأن عطيان لايستطيع الجلوس وسط المشجعين كونه يتحرك بكل أعضائه وأعصابه عندما يلعب فريقه فهو يرفس الأرض بقدمية قبل كل «شوتة» لأي لاعب يشوت الكرة أثناء اللعب ويرفع يدية ويحركها يمنة ويسرى مع كل ترقيصة كرة بين اللاعبين ولهذا ليس له مكان يقبله بين المشاهدين سوى الوقوف على السور وحيداً ليصارع نفسه بنفسه.. وفي صباح اليوم التالي من كل فوز للصقر كانت وجبة الفطور الكباب الذي كان يشتهر بطباخته عطيان كان فطور الكثير من اللاعبين وبعض المشجعين في مطعمه المتواضع بالمجان، إلا أنه مع الأسف الشديد وقضاء اللّه وقدره رحل ولم يشاهد فريقه يعتلي منصات التتويج، حيث فاضت روحه إلى بارئها وهو يستعد للدخول إلى بوابة مسجد المظفر ليسقط هناك مسلماً روحه لبارئها.. وأنت أيها العم «ناشر» الذي لم يكن لك من يتحسس مواجعك أو تتألم أنت لأجله سوى نادي الصقر وكنت في حانوتك الصغير الذي ليس فيه حتى نافذة للتهوية، تموت في داخله باليوم ألف مره نتيجة مرضك حيناً وهموم النادي حيناً أخر الذي صار هو الأب والأم والأسرة وبعد أن تركت جدران ذلك الحانوت مطبعاً بصور الصقر، صار اليوم جرشأ للموترات، لكن اسمك سوف يضل بيننا حياً.. فرحمة اللّه تغشاكم جميعاً في جنة الخلد.. وليعذرني كل حفيد صقراوي ممن رحل آباؤهم وهم أكثر حباً لهذا النادي كوني فقط اخترت نماذج بسيطة من الراحلين وهو مايطبق على الكثير من المحبين لهذا النادي