قاسم عامر
،، في الجولة الأخيرة من رحلة ذهاب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم أتذكر أنني كتبت عنواناً بأن بطولة الذهاب صقراوية وأتذكر أن العنوان كان محط تذمر واعتراض بعض الزملاء الأعزاء الذين يبدو أنهم لا يستطيعون الفصل بين الانتماء وبين اتجاه وتوجه وسياسة صحيفة «الرياضة» التي على الدوام تعطي كل الأندية والفرق حقها بالاحتفاء بها وببطولاتها وإنجازاتها ونتائجها، وهذا هو الجانب الأول من دافع استعادة هذه الحادثة والجانب الثاني أننا بذلك العنوان كنا نقول وبصورة غير مباشرة..ها هو فريق الصقر ينهي الذهاب وهو على القمة بدون منافس على الصدارة.. وأن الإياب باب التنافس فيه مفتوح ومشروع والتطلع والسعي والأمل بإزاحة الصقر عن الصدارة والقمة متاح لكل فرق الدوري وتحديداً فرق المقدمة والوسط..
،، ومرت جولات إياب الدوري وأسابيعه وأشهره والصقر على القمة يتربع واثق الخطوة يمشي ملكاً صوب منصات التتويج بدرع وذهب البطولة الأجمل والأحلى وبعيداً عن مستوى الدوري وفرقه ذهاباً وإياباً..
نعم مرت المنافسة ونحن نقول: هل من مبارز؟ هل من فريق يستطيع أن يتحدى الصقر ويبعده عن القمة والصدارة؟ ولكن لا أحد باستثناء التلال صاحب المركز الثاني والوصيف الفضي لبطل الأبطال الصقر حامل اللقب.. ومن بعدهما شباب البيضاء ورهيبها بإنجازه الرائع وتحقيقه لقب الوصيف البرونزي وصاحب المركز الثالث.. الذي قال لنا بالفم المليان: لا للعراقة.. لا للأمجاد الماضية.. لا للتاريخ.. لا للجغرافيا.. لا للأرض والجمهور.. نعم للعطاء والإبداع والنجومية والتألق داخل الملعب وبالمستوى والنتائج إن فوزاً أو تعادلاً.. أنا الرهيب البرونزي.. أنا صاحب المركز الثالث بكل جدارة واستحقاق.. ليس هذا فقط.. نعم ليس هذا فقط، فإذا كنت - هكذا يقول الرهيب - قد فقدت المنافسة على الدرع وذهبه أو احتلال الوصافة الفضية فهأنا ألعب اليوم في نهائي كأس الوحدة وإذا لم أنل شرف معانقة البطولة الغالية.. فإنني سأكون وصيفها الفضي إلى جانب الوصافة البرونزية لبطولة الدوري..
وأعتقد لو أن الزميل العزيز السفير الرياضي حسين العواضي يعيش هذه الأيام في صنعاء لخلع ثوب الأهلي صنعاء وارتدى ثوب رهيب البيضاء وكتب أجمل العبارات وأرقها لنجوم شباب البيضاء وإدارته وجماهيره.. لا لأنه ابن محافظة البيضاء بل لأنه يعرف جيداً معنى ومعاني الروح الرياضية والتنافس الرياضي الخلاّق في ساحة الميدان الكروي فقط..
وليسامحني بطل الأبطال ونجم النجوم صقر الصقور بطل درع الدوري وأوسمته الذهبية وإدارته وجماهيره إن أنا شردت قليلاً صوب رهيب البيضاء وهو يستحق ذلك وأكثر.. ولكنني أعود وأقول مجدداً: يا صقر الصقور برئيسه ونائبه وبقية كوكبة مجلس إدارة البطل الذهبي الصقرواي وجماهيره على قلتها أو كثرتها.. أنتم أبطال رحلة الذهاب.. أنتم أبطال رحلة الإياب.. أنتم أبطال بطولة الدوري العام لكرة القدم..
وما أروع وأجمل وأمتع أن الحسم جاء وتحقق عبر بوابة منافسكم التقليدي شقيقكم أهلي تعز.. الذي حاول البعض أن يحّوله من جار وشقيق إلى عدو للأسف الشديد..
البطولة الصقراوية لم تهزم الأهلي بل هزمت التعصب الأعمى الأهوج.. وكم هو رائع وجميل أن يبادر جميل الصريمي ررئيس أهلي تعز وباسم كافة فرق النادي ومنتسبيه وإدارته وجماهيره بتهنئة جارهم البطل الصقر وبصفحة ملونة كاملة في صحيفة «الرياضة».. وهذه هي الرياضة وهذا هو التنافس الخلاق..
والبطولة الصقراوية لم تهزم كل ذلك بل إنها هزمت الشائعات والتقولات وأحاديث الإفك والتفرطة في المقاهي والمقايل التي كانت تبث الدعاية المسمومة بأن البطولة ستذهب للتلال أو الهلال وبقرار اتحادي.. لكن البطولة تهادت وركعت وتمايلت تحت أقدام البطل صقر الذهب والدرع...
وإذا كنا نتعصب للرياضة بروحها التنافسية الخلاّقة التي تعلي من كل القيم الجميلة وتقهر وتهزم كل الخزعبلات والأمراض النفسية والجسدية التي تعتري البعض.. فإننا ومن هذا المنطلق نريد من بطل الدرع والذهب الصقر.. ورهيب البيضاء وصيف الدوري أن يقدما سمفونية كروية جميلة في ملعب المريسي بعد عصر اليوم، وبكل روح رياضية نقول: إن فاز الصقر فمبروك لكم تحقيق بطولة الدوري وكأس الوحدة.. وإن فاز رهيب البيضاء الشباب نردد وبفرح: مبروك لكم كأس الوحدة والوصافة البرونزية في بطولة الدوري.. ولا عزاء للهابطين أو الذين خاضوا المنافسة بروح الحضور من أجل الحضور أو التواجد من أجل التواجد وفقط لا غير ، فالقمة والبطولة بمراكزها الثلاثة في الدوري استحقها الصقر البطل..والعميد التلالي الوصيف الفضي ..والرهيب البيضاوي الوصيف البرونزي..